لا تقولي أنك خائفة

د.إ65.00

البحر أمامي، أخيراً، وبإمكاني الولوج فيه، دون أن يزجرني أحدٌ. للمرّة الأولى في حياتي، سأشعر بأنني محاطةٌ بكلّ تلك المياه، بإمكاني السباحة فيها، كما وددتُ أن أفعل دوماً.
الآن أجلس فوق أحد جوانب قاربنا المتهالك والصدئ، أنظر إلى الفضاء اللانهائي، أنظر إلى البحر. أنظر إلى الحبال. أنظر إلى البحر.
أستدير.
لم أدرك شيئاً. العمّة مريم ورائي، لا تكفّ عن شدّ قميصي، وهي تبكي، أنظر إلى شَفَتَيْها، ولا أقوى على سماع صوتها.
ثمّ يقع الأمر. من جديد، يقع الأمر.
إنّها تلك القوّة التي تحملني، تُمسك بي بقوّةٍ، عازمةً على الاعتناء بي.
القفزة مرتفعة، كما هو الحال في أيّ قفزة نحو الحُرّيّة.
المياه متجمّدة، وهائجة، بدرجة أكبر ممّا كانت تبدو عليها من الأعلى.
أثقب سطح الماء، وأصل إلى أدنى نقطة قبل الصعود مرّة أخرى. أفتح عينَيَّ. أرى عالماً من الفقاعات الصغيرة فوقي. تلك الفقاعات الأكبر حجماً، قرب رأسي، بطيئة، وتلك الفقاعات الصغيرة والمتناهية الصِّغَر تعدو سريعاً نحو الضوء، نحو السطح. تررر تررر تررر ترررر تررررر. يميناً ويساراً، هيكل القارب وهيكل السفينة.
أُضرب بقَدَمَيَّ، فأصعد إلى السطح مجدّداً. أخرج إلى الهواء باحثةً بعينَيَّ عن الحبال.

التصنيف:

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “لا تقولي أنك خائفة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top

السلة

السلة فارغة

المجموع المبدئي
د.إ0.00
0